جامعة باجي مختار ترسّخ ريادتها العلمية بمحاضرة نوعية ألقاها البروفيسور بوڨطاية
عائشة نورالدين شنتوح

المرصاد برس: شهد القطب الجامعي سيدي عمار، صباح الثلاثاء، فعالية علمية متميزة تمثلت في محاضرة رفيعة المستوى قدمها العالم الجزائري البروفيسور عثمان بوڨطاية، أحد الأسماء البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي، وذلك في إطار فعاليات الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس جامعة باجي مختار بعنابة.
المحاضرة التي نُظمت بمدرج "أبو بكر بلقايد" جاءت بعنوان: "اكتشاف الصور المزيفة دون تحليل بصري مباشر"، وشهدت حضورًا لافتًا من أساتذة وباحثين وطلبة دراسات عليا، ما يعكس اهتمام المجتمع الأكاديمي المحلي بآخر تطورات الذكاء الاصطناعي.
خلال عرضه، ناقش البروفيسور بوڨطاية المخاطر المتزايدة المرتبطة بانتشار الصور المفبركة، والتي وصفها بـ"آفة العصر"، مؤكدًا أن التأثير النفسي والبصري القوي لهذه الصور، إضافة إلى سهولة وسرعة تداولها، يجعل منها تحديًا حقيقيًا أمام المجتمعات الحديثة. كما أشار إلى أن الصور الزائفة غالبًا ما تنتشر بوتيرة أسرع من الأخبار النصية المضللة، وهو ما يفرض الحاجة إلى حلول تقنية وأخلاقية فعالة لمواجهتها.
وعرض الباحث أبرز ما توصلت إليه أبحاثه في تطوير خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتحقق من الصور الزائفة دون فحصها المباشر، وذلك بالاعتماد على التحليل السياقي والمعطيات المحيطة بالصورة. كما تطرق إلى الاستخدامات الممكنة لهذه الأدوات في ميادين متعددة مثل الأمن السيبراني، الإعلام، والتثبت من المعلومات.
شهدت المحاضرة نقاشًا علميًا ثريًا، حيث تفاعل الحاضرون مع الموضوع من خلال تساؤلات تعلقت بإمكانية تطبيق هذه الحلول على المستوى المحلي، ومدى توفر الموارد لتعميمها.
للتذكير، يشغل البروفيسور عثمان بوڨطاية حاليًا منصب أستاذ بجامعة سيدني في أستراليا، وهو زميل في كل من IEEE وACM، وله سجل علمي مميز يتضمن أكثر من 330 بحثًا منشورًا في مجلات ومؤتمرات دولية مرموقة. وقد سبق له الحصول على عدة جوائز تكريمية تقديرًا لإسهاماته البارزة في مجال الحوسبة وتحليل البيانات.
الجدير بالذكر أن البروفيسور بوڨطاية هو من خريجي جامعة باجي مختار بعنابة، حيث نال منها شهادة مهندس دولة في الإعلام الآلي قبل أن يواصل دراسته ومسيرته الأكاديمية بالخارج. وقد عبّر خلال اللقاء عن اعتزازه الكبير بالعودة إلى جامعته الأم ومشاركة معارفه مع الجيل الجديد من الباحثين والطلبة.
من جانبهم، عبّر المشاركون في التظاهرة عن تثمينهم لهذه المبادرة، معتبرين أن استضافة كفاءات علمية جزائرية مقيمة بالخارج يعزز جسور التواصل ويمنح الطلاب فرصة الاحتكاك بتجارب دولية ملهمة. وأكد مسؤولو الجامعة بدورهم حرصهم على استمرار مثل هذه اللقاءات العلمية ضمن رؤية تهدف إلى ترسيخ حضور الجامعة في الساحة البحثية الوطنية والدولية.