وزارة الصحة تؤكد أهمية تمكين الشباب في رسم مستقبل ديموغرافي متوازن
نوال حرزالله

أشرف البروفيسور محمد الحاج، مستشار بوزارة الصحة، نيابة عن وزير الصحة عبد الحق سايحي، صباح الأحد 13 جويلية 2025، على فعاليات إحياء اليوم العالمي للسكان، تحت شعار "إعطاء الشباب الوسائل لتكوين أسرة في جزائر مزدهرة ومليئة بالأمل"، بفندق "غولدن توليب رويوم" بالجزائر العاصمة، بحضور ممثلي وكالات الأمم المتحدة، إطارات من وزارات متعددة، أعضاء اللجنة الوطنية للسكان، اللجنة الوطنية للصحة الإنجابية، وممثلين عن المجتمع المدني.
في كلمته الافتتاحية، أكد مستشار وزير الصحة أن المؤشرات الديموغرافية تُعدّ أداة استراتيجية لرسم السياسات التنموية المستدامة، داعيًا إلى جعل الشباب محورًا للبرامج الوطنية، من خلال تمكينهم من الحقوق الإنجابية وتعزيز قدراتهم في بناء مستقبلهم ومجتمعهم.
وأشار إلى التقدم المحرز في عدة قطاعات، لا سيما في التغطية الصحية التي سجلت تطورًا ملموسًا، والتعليم الذي شهد تعميم التمدرس للفئة العمرية من 6 إلى 15 سنة، إضافة إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع إلى 79.6 سنة، وهو معدل يضاهي مؤشرات الدول المتقدمة. كما أبرز الانخفاض الملحوظ في معدل وفيات الأطفال وتراجع نسب الزواج المبكر، بفضل تمكين الفتيات من استكمال تعليمهن والمشاركة في التنمية الاقتصادية.
وفي السياق ذاته، نوّه إلى الجهود المبذولة في مجالات التشغيل ومكافحة البطالة، من خلال برامج الإدماج ومنحة البطالة، إلى جانب السياسات السكنية المدعمة التي خُصّصت منها نسبة معتبرة لفئة الشباب، حيث تم توزيع 1.7 مليون وحدة سكنية خلال الفترة (2020 - 2024)، 30% منها استفاد منها شباب دون 35 سنة.
من جهتها، أبرزت السيدة فايزة بن دريس، رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر، أن شعار هذه السنة يُعبّر عن تحوّل جذري في النظرة إلى القضايا السكانية، إذ لم تعد الأرقام والمؤشرات كافية، بل باتت القرارات الفردية الحرة في الإنجاب من صلب حقوق الإنسان والتنمية. وأكدت أن استطلاعات الصندوق في أكثر من 14 بلدًا بيّنت أن العوائق المالية، البطالة، والمخاوف المرتبطة بالسكن، تقف حائلًا أمام تحقيق طموحات الشباب الإنجابية.
كما شددت على ضرورة الاعتراف بدور الشباب كفاعلين رئيسيين في الحاضر، وليس فقط مستقبل المجتمعات، داعية إلى إدماج احتياجاتهم في السياسات العمومية. وأثنت على المبادرات الجزائرية، خاصة قرار تمديد عطلة الأمومة إلى ستة أشهر، معتبرة أن ذلك يندرج ضمن إطار دعم الصحة الإنجابية وتمكين الأسرة.
وأكدت أن التحديات الديموغرافية تتطلب مقاربات عادلة، تراعي الفوارق وتوفّر للشباب بيئة داعمة تُمكّنهم من اتخاذ قراراتهم بحرية ووعي، في إطار مجتمعات صحية متماسكة تضع الإنسان في قلب التنمية.
وخُتمت الفعاليات بالدعوة إلى تكثيف العمل القطاعي والتفكير الجماعي في سبل تفعيل العدالة الإنجابية والاجتماعية، وتمكين الشباب من تجسيد تطلعاتهم ضمن رؤية وطنية مستدامة، عنوانها الأمل والازدهار.