الأمن السيبراني في صلب التعاون الجزائري الكوري: منتدى ثنائي يرسم ملامح شراكة رقمية واعدة
نوال حرزالله

أشرف وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، السيد سيد علي زروقي، صباح اليوم الأربعاء، على افتتاح أشغال المنتدى الجزائري-الكوري الثاني للأمن السيبراني، الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA)، في خطوة تعكس ديناميكية الشراكة بين الجزائر وكوريا الجنوبية في مجالات التكنولوجيا والاتصال.
وحضر فعاليات المنتدى عدد من المسؤولين السامين، على رأسهم الوزيرة المحافظة السامية للرقمنة، السيدة مريم بن مولود، وسفير جمهورية كوريا بالجزائر، السيد يو كي جون، إضافة إلى ممثلي هيئات ومؤسسات فاعلة في المجال الرقمي والأمن المعلوماتي.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى في ظل السياق المتسارع الذي يشهده مسار التحول الرقمي في الجزائر، والذي أبرز بشكل جلي الحاجة الملحّة لتأمين الفضاء السيبراني الوطني، ومواكبة التحديات العالمية في هذا المجال الحساس. ويعكس المنتدى رغبة الجزائر في تبنّي مقاربة استباقية تقوم على بناء قدرات وطنية متخصصة، من خلال التكوين، نقل التكنولوجيا، وتبادل الخبرات.
في كلمته الافتتاحية، أكد الوزير زروقي التزام الدولة الجزائرية بمواصلة تعزيز بنيتها الرقمية، مشيرًا إلى الخطوات المتقدمة في تعميم شبكة الألياف البصرية ذات التدفق العالي، وتقليص الفجوة الرقمية، إضافة إلى الاستعدادات الجارية لإطلاق خدمات الجيل الخامس. وأوضح أن هذه الخطوات تُنفذ ضمن إطار إستراتيجية وطنية شاملة للأمن السيبراني، ترتكز على السيادة الرقمية والجاهزية العملياتية.
كما ثمّن الوزير التعاون مع كوريا الجنوبية، واصفًا إياها بالشريك النموذجي في مجالي الاتصالات وأمن المعلومات، مبرزًا حرص الطرفين على تطوير شراكة عملية تقوم على الابتكار، تبادل المعرفة، وبناء الكفاءات الوطنية.
ويمتد المنتدى على مدار يومين، ويتضمن سلسلة عروض تقنية ونقاشات علمية يديرها خبراء جزائريون وكوريون، تركز على أبرز الرهانات السيبرانية المعاصرة، كحماية البيانات، الاستجابة للهجمات الإلكترونية، وآليات الحوكمة الرقمية.
ويُنتظر أن يفضي المنتدى إلى وضع أسس تعاون متجدد ومُعمّق بين البلدين في مجال الأمن السيبراني، بما يُسهم في حماية التحول الرقمي الوطني من مختلف التهديدات، ويعزز مكانة الجزائر كمحور إقليمي في الأمن الرقمي.